في وقت تعاني فيه العديد من القرى من نقص في خدمات مياه الشرب والصرف الصحي، ظهرت مبادرة “المياه من أجل الحياة” بمحافظة الأقصر منذ سنوات ماضية كنموذج واعد لحلول مستدامة تعتمد على الشراكة المجتمعية والتقنيات الحديثة، وتهدف لتوفير مياه آمنة للمواطنين، خاصةً في المناطق الأكثر فقر مائي، والتي ظلت لسنوات تعاني من غياب البنية التحتية الأساسية.
وكانت قرية “الصعايدة” التابعة لمركز الزينية، واحدة من أولى المناطق المستفيدة، من خلال إنشاء بئر جوفي ومحطة لتنقية المياه بتكنولوجيا الترشيح الطبيعي، بتكلفة تصل لنحو مليون جنيه، بما يساهم في توفير مصدر دائم وآمن للمياه لنحو 25 ألف مواطن.
تقنيات حديثة لخدمة المجتمعات الريفية
ركزت المبادرة على استخدام تكنولوجيا الترشيح الطبيعي لضمان جودة المياه دون الحاجة لمعالجات كيميائية مكلفة، لتكون واحدة من أولى المحطات التي تعتمد هذه التقنية في الصعيد، بما يمثل نقلة نوعية في البنية التحتية للمياه في المنطقة.
دعوات لتكرار التجربة
تقول “أم محمد”، إحدى أهالي قرية الصعايدة: “كنا بنمشي أكتر من نص ساعة علشان نملأ جركن مياه، وكانت المية دايمًا مش مضمونة، دلوقتي المية بتوصلنا لحد باب البيت”.
وأكد أحمد سيد، أنه بالرغم من النجاح في تنفيذ عدد من مشروعات المبادرة، ما زالت استدامة هذه الجهود تمثل تحديًا، لأهمية وجود صيانة دورية للبئر والمحطة، فضلًا عن تدريب فنيين محليين لضمان استمرارية الخدمة.
وطالب عدد من أهالي القرى المجاورة بتكرار المبادرة في مناطقهم، لمعالجة أزمة المياه بعيدًا عن التعقيدات المعتادة، آملين أن تتحول المبادرة من مشروع محلي إلى برنامج قومي متكامل يخدم المناطق المحرومة من خدمات البنية التحتية في مختلف المحافظات.