على مساحة 8 أفدنة بقرية بهوت التابعة لمركز نبروه بمحافظة الدقهلية، بدأ العد التنازلي لتحقيق واحد من أهم المشروعات الخدمية التي طال انتظارها في المنطقة، حيث تسلّمت الشركة المنفذة موقع محطة معالجة الصرف الصحي للبدء في أعمال التنفيذ وسط أجواء من التفاؤل بين الأهالي الذين يرون في المشروع بارقة أمل لتحسين حياتهم اليومية.
المحطة، التي تبلغ طاقتها الاستيعابية 16 ألف متر مكعب يوميًا، تُقام بتمويل من بنك الاستثمار الأوروبي بتكلفة تصل إلى 14.3 مليون يورو، ومن المقرر الانتهاء منها خلال 18 شهرًا. المشروع لا يقتصر على قرية بهوت وحدها، بل سيمتد أثره ليشمل قرى الوحدة المحلية وهي: كفر بهوت، الدروتين، الطيبة، طبنوها، عزبة بنان، وعزبة الحاج عبد الغني.
على مدى سنوات طويلة، ظل غياب شبكة صرف صحي متكاملة أحد أبرز التحديات التي تواجه سكان تلك القرى. الاعتماد على الأساليب التقليدية في التخلص من المياه العادمة شكّل عبئًا بيئيًا وصحيًا، وأدى إلى تلوث مصادر المياه الجوفية وانتشار الروائح الكريهة، فضلًا عن المعاناة اليومية للأسر في التعامل مع الصرف بطرق بدائية. اليوم، ومع بدء تنفيذ المشروع، يأمل المواطنون أن تتحول معاناتهم إلى صفحة من الماضي، وأن يكون للمحطة أثر ملموس في تحسين البيئة والصحة العامة.
المهندس خالد حسين نصر، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة مياه الشرب والصرف الصحي بالدقهلية، شدد خلال مراسم تسليم الموقع على ضرورة الالتزام بالجداول الزمنية المحددة، وتطبيق أعلى معايير الجودة والسلامة المهنية. وأكد أن المشروع يمثل نقلة نوعية ستعود بالنفع المباشر على آلاف المواطنين، وتواكب جهود الدولة في التوسع بخدمات الصرف الصحي بالمناطق الريفية.
المشروع لن يقتصر أثره على الجانب الخدمي، بل سيمتد ليشمل تحسين البيئة الزراعية، والحفاظ على مصادر المياه، وتقليل معدلات الأمراض المرتبطة بالتلوث. كما أنه يعزز ثقة الأهالي في خطط الدولة الرامية لتحقيق العدالة الاجتماعية من خلال إيصال الخدمات الأساسية إلى القرى والمناطق المحرومة.