يشهد مصرف كتشنر، أحد أكبر المصارف المائية في دلتا النيل وأكثرها تلوثًا، أعمال تطوير وتأهيل موسعة تستهدف تحسين الأوضاع البيئية والصحية لآلاف الأسر في محافظة الدقهلية. ويمتد المصرف لمسافة تقارب 69 كيلومترًا عابرًا ثلاث محافظات هي الغربية وكفر الشيخ والدقهلية، إلا أن الأخيرة تُعد الأكثر تضررًا نظرًا لوقوع عدد كبير من القرى على جانبيه واعتماد المزارعين على مياهه في الري منذ سنوات طويلة.
ولسنوات ظل المصرف مصدرًا رئيسيًا للتلوث وانتشار الأمراض بين المواطنين بسبب صرف مخلفات المصانع والمنازل والمستشفيات داخله، وهو ما دفع الحكومة لإطلاق مشروع قومي ضخم بتكلفة تصل إلى نحو 408 ملايين يورو بتمويل مشترك من الاتحاد الأوروبي وبنك الاستثمار الأوروبي والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية. ويشمل المشروع إقامة محطات حديثة لمعالجة مياه الصرف الصحي وتحسين كفاءة محطات الطلمبات وإزالة المخلفات الصلبة من القرى الواقعة في نطاق المصرف عبر إنشاء محطات وسيطة ومصانع تدوير ومدافن صحية آمنة، إلى جانب أعمال تأهيل للجسور والمجاري المائية وتركيب أجهزة متابعة لقياس جودة المياه بشكل دوري.
ويخضع المشروع لمتابعة حكومية دقيقة من خلال لجنة وزارية تضم وزارات التخطيط والتنمية الاقتصادية والتنمية المحلية والموارد المائية والري، حيث يتم التشديد على سرعة التنفيذ والتغلب على أي عقبات تواجه الأعمال خاصة في الدقهلية. ويؤكد مسئولو المحافظة أن المشروع يُعد خطوة حقيقية نحو إنهاء معاناة القرى التي لطالما اشتكى سكانها من التلوث وآثاره على الأراضي الزراعية وصحة الأطفال والكبار على حد سواء.
ويأمل أهالي الدقهلية أن يسهم هذا المشروع في تحويل المصرف من مصدر للتلوث إلى شريان مائي آمن يدعم الزراعة ويحافظ على صحة المواطنين، وأن يحقق نقلة بيئية طال انتظارها في قرى دلتا النيل.
