كتب ـ أحمد فاوي:
تحولت عادة شرب ماء الليمون على معدة فارغة من عادة معزولة إلى توجه عالمي. ويرجع ذلك إلى انتشارها على مواقع التواصل الاجتماعي، وتوصيات الشخصيات العامة، والبحث المتزايد عن بدائل طبيعية للعناية بالصحة.
يتفق الخبراء على أن مزيج الماء والليمون يُقدم فوائد حقيقية، لكنهم يُحذرون أيضًا من أنه ليس علاجًا سحريًا. من أبرز آثاره المعروفة تحفيز عملية الأيض، وتوفير فيتامين سي، والمساعدة في الحفاظ على ترطيب الجسم .
ومع ذلك، يوضح بعض الأطباء أن الإفراط في الاستخدام أو عدم التحكم فيه يمكن أن يسبب مشاكل في المعدة أو يؤثر على مينا الأسنان.
يشير الخبراء إلى أن شرب ماء الليمون عند الاستيقاظ يساعد على ترطيب الجسم بعد ساعات من الراحة . يعوّض هذا السائل نقص السوائل ليلاً، بينما تُضيف الحمضيات جرعة إضافية من فيتامين سي. ويُساهم هذا العنصر الغذائي، وفقًا لخبراء التغذية، في تعزيز وظائف الجهاز المناعي، ويعمل كمضاد للأكسدة ضد الجذور الحرة.
علاوة على ذلك، تُعزز هذه الممارسة إنتاج الكولاجين ، الضروري للحفاظ على صحة البشرة والمفاصل. كما يُسهّل الماء الدافئ مع الليمون امتصاص الحديد من الأطعمة المُتناولة طوال اليوم.
أوضحت أخصائية التغذية السريرية ماريا سانشيز: “ماء الليمون طريقة بسيطة لبدء يومك بدفعة غذائية إيجابية. إنه لا يُغني عن اتباع نظام غذائي متوازن، ولكنه يُقدّم فائدة إضافية”.
تحفيز الجهاز العصبي
شرب ماء الليمون على معدة فارغة يُحفّز الجهاز الهضمي. يُساعد حمض الستريك على تنشيط إنتاج العصارات والإنزيمات المعدية ، مما يُهيئ المعدة لاستقبال الطعام. يُمكن أن يُخفف هذا الشعور الانزعاج الناتج عن عسر الهضم أو الإمساك.
يُنسب إليه أيضًا دورٌ في تسريع عملية الأيض الأساسية، وتعزيز حرق السعرات الحرارية . ورغم أن المتخصصين يؤكدون أن هذا التأثير طفيف، إلا أنهم يُدركون أنه قد يكون عاملًا مساعدًا في اتباع نمط حياة صحي.
وأشار العديد من المتخصصين إلى أنه ليس مشروبًا سحريًا لإنقاص الوزن ، لكنه يمكن أن يساعد في تنظيم عملية الهضم والحفاظ على وزن ثابت إذا تم دمجه مع العادات المناسبة.
ومن فوائده الأخرى الملحوظة الشعور بالشبع، مما يقلل من الرغبة الشديدة في تناول الطعام صباحًا واستهلاك السعرات الحرارية الزائدة على الإفطار. وقد دفعت هذه الميزة الكثيرين إلى إدراجه في برامج إنقاص الوزن.
الاحتياطات والمخاطر المحتملة
رغم إدراك فوائده، يُحذّر الأطباء من الإفراط في تناول ماء الليمون، إذ قد يُؤدي إلى نتائج عكسية . فحمض الستريك يُسبب تآكل مينا الأسنان مع مرور الوقت، مما يزيد من حساسية الأسنان. لذلك، يُنصح بشرب المستحضر باستخدام ماصة، ثم غسل الفم بالماء العادي.
لدى الأشخاص الذين يعانون من التهاب المعدة أو الارتجاع أو القرحة، قد تزيد حموضة الليمون من حدة الأعراض، مسببةً حرقةً أو ألمًا في البطن . ويعلق أخصائيون آخرون في الطب الباطني على أن “ماء الليمون صحي في معظم الحالات، ولكن لا ينبغي اعتباره علاجًا شاملًا. فكل جسم يتفاعل معه بشكل مختلف، وقد يكون ضارًا للمرضى الذين يعانون من مشاكل في المعدة”.
لا يُنصح أيضًا باستبدال تناول الفاكهة الكاملة بهذه الممارسة، إذ يُفقد الجسم الألياف عند تناول العصير فقط . يُشدد الخبراء على ضرورة اعتبار ماء الليمون مُكمّلًا لنمط حياة متنوع ومتوازن، مصحوبًا بنظام غذائي جيد، وراحة كافية، وممارسة نشاط بدني منتظم.