معاناة يومية عاشها أهالي قرى مركز بلقاس، على مدار سنوات، حيث عانت بعض المناطق من ضعف الضغوط وأخرى من الانقطاع المتكرر، ما دفع كثيرًا من الأسر إلى البحث عن حلول بديلة قد لا تكون صحية ولا آمنة.
اليوم.. ومع بدء تشغيل توسعات محطة مياه الشرب “أبو عرصة”، تبدو الصورة مختلفة، إذ يفتح المشروع باب الأمل أمام مئات الآلاف من المواطنين لحياة أكثر استقرارًا.
من جانبه أطلق اللواء طارق مرزوق، محافظ الدقهلية، إشارة بدء تشغيل التوسعات الجديدة للمحطة، والتي رفعت الطاقة الإنتاجية لها بمقدار 34 ألف متر مكعب يوميًا، ليصل إجمالي إنتاجها إلى 102 ألف متر مكعب يوميًا، وذلك بتكلفة استثمارية بلغت نحو 290 مليون جنيه.
وبحسب البيانات الرسمية، فإن المشروع يخدم بشكل مباشر ما يقرب من 400 ألف نسمة من إجمالي سكان مركز بلقاس، الذين يقدر عددهم بحوالي 577 ألف نسمة وفق تقديرات يوليو 2024. وتشمل الاستفادة المباشرة جميع قرى المركز البالغ عددها ما بين 26 إلى 28 قرية، إلى جانب مدينة بلقاس نفسها، إضافة إلى قرى تابعة لمركزي نبروه وطلخا، والتي كانت تعاني من مشكلات متكررة في ضعف المياه.
المحافظ شدد على أن تشغيل المحطة يمثل تتويجًا لجهود استمرت لعدة أشهر من المتابعة والتنسيق مع شركة مياه الشرب، حيث جرى الالتزام بالجدول الزمني للانتهاء من الأعمال، مشيرًا إلى أن المشروع يمثل نقلة نوعية في تحسين خدمات مياه الشرب والصرف الصحي باعتبارها من أولويات الدولة.
الأهالي بدورهم أكدوا أن ضخ هذه الكميات الإضافية سيعني استقرار وصول المياه إلى جميع المنازل، خاصة الأدوار العليا التي كانت تعاني من انقطاع شبه دائم، موضحين أن التوسعات الجديدة بمثابة “طوق نجاة” لعشرات القرى.
وبحسب مسؤولي الشركة فإن أهمية المشروع لا تتوقف عند توفير المياه فقط، بل تمتد لتؤثر إيجابًا على الخدمات الصحية والتعليمية، حيث تعتمد المستشفيات والوحدات الصحية والمدارس على وجود خدمة مستقرة ونقية. كما يسهم استقرار الخدمة في تشجيع الاستثمارات الصغيرة والمتوسطة، خصوصًا الصناعات الغذائية والمشروعات الخدمية التي كانت تتأثر سلبًا بأزمات نقص المياه.
وبين الأرقام الرسمية والتطلعات الشعبية، يبقى تشغيل محطة مياه بلقاس “أبو عرصة” بعد التوسعات خطوة محورية نحو تحسين جودة الحياة لأكثر من نصف مليون مواطن، وتجسيدًا لالتزام الدولة بتوصيل الخدمات الأساسية لكل قرية ونجع في الدقهلية.