كتبت ـ روان شريف:
بمناسبة افتتاح المتحف المصري الكبير، تشارككم إدارة التوعية بالإدارة العامة للعلاقات العامة والإعلام بشركة الصرف الصحي للقاهرة الكبرى بمعلومة شيقة تكشف عبقرية المصريين القدماء في واحدة من أهم مظاهر التحضر: نظام الصرف الصحي!
قد يظن البعض أن فكرة الحمّام والنظافة الشخصية ابتكار حديث، لكن الحقيقة أن الفراعنة سبقوا العالم بآلاف السنين في هذا المجال، فقد كان لديهم مفهوم متكامل للنظافة والصرف بطريقتهم الخاصة.
– الحمّام داخل البيت:
في بيوت المصريين القدماء، حتى البسيطة منها، وُجدت “دورات مياه” بدائية عبارة عن مقعد حجري أو خشبي به فتحة تؤدي إلى إناء يحتوي على الرمل لامتصاص الفضلات، ثم تُدفن بعيدًا عن المنزل. كانت تلك بداية حقيقية لفكرة الخصوصية والنظافة.
– نظام صرف في القصور والمعابد:
في تل العمارنة وُجدت حمّامات بأرضيات حجرية مائلة مزودة بمصارف لتصريف مياه الاستحمام. كما اكتُشفت في معابد الملك ساحورع والهُرِيبولِس أنابيب نحاسية بطول مئات الأمتار لتصريف مياه الأمطار من الأسطح، في دليل على التقدم الهندسي الفريد.
– مصارف بدائية في المدن الكبرى:
مدن مثل ممفيس وطيبة كانت تضم قنوات من الطوب الطيني لتصريف المياه بعيدًا عن البيوت، إضافةً إلى “حفر تجميع” تُفرغ دوريًا — وهي نواة لما نعرفه اليوم بشبكات الصرف.
– النظافة عقيدة وحياة:
النظافة عند المصري القديم لم تكن رفاهية، بل جزء من العقيدة؛ فكان يستحم بانتظام، ويغسل ملابسه بمواد طبيعية، ويعتبر الطهارة علامة احترام للآلهة والحياة.
صحيح أن الشبكات الحديثة تختلف كثيرًا، لكن جذورها تمتد هناك… في حضارة الفراعنة، حيث بدأت أول فكرة عن الصرف الصحي في التاريخ الإنساني.
