كتبت: روان شريف
حذّرت دراسة دولية حديثة من أنّ العالم يقف على أعتاب حقبة جديدة من ندرة المياه قد تُعرف بـ”يوم الصفر”، وهي فترات جفاف حاد وغير مسبوق قد تضرب عدة مناطق خلال هذا العقد، أبرزها أمريكا الشمالية، البحر الأبيض المتوسط، جنوب إفريقيا، وأجزاء من آسيا وأستراليا.
وأوضح فريق بحثي بقيادة عالم المناخ كريستيان فرانزكي من جامعة بوسان الوطنية بكوريا الجنوبية، أن تغير المناخ الناتج عن احتراق الوقود الأحفوري يخلخل الدورة المائية للكوكب، ما يؤدي إلى تراجع الأمطار، انخفاض مناسيب الأنهار، تقلص المخزونات المائية، مقابل ارتفاع الطلب على المياه بسبب التوسع السكاني والزراعي والصناعي.
وخلصت النتائج، المنشورة في مجلة Nature Communications، إلى أن ثلاثة أرباع المناطق المعرّضة للجفاف تواجه خطرًا حقيقيًا لنضوب المياه بحلول نهاية القرن، فيما قد تبدأ بعض المناطق بالانزلاق نحو “اليوم المظلم” خلال عشرينيات أو ثلاثينيات هذا القرن.
وقد شهدت مدن كبرى بالفعل سيناريوهات مشابهة، مثل كيب تاون بجنوب إفريقيا (2017-2018) وتشيناي بالهند (2019)، حيث عاش السكان على شحنات مياه محدودة وسط طوابير طويلة وأزمات خانقة.
وأشار الخبراء إلى أنّ المدن الكبرى مثل لوس أنجلوس، مكسيكو سيتي، طهران وكابول، باتت على حافة الخطر مع تزايد الضغط على مواردها المائية. وتوقعت الدراسة أن تكون المجتمعات ذات الدخل المنخفض الأكثر تضررًا، في ظل تضاؤل فرص التعافي بين موجات الجفاف المتلاحقة.
ويرى العلماء أن هذه النتائج تحمل جرس إنذار للحكومات والصناعات، خاصة في المناطق التي تشهد توسعًا لمراكز البيانات ومصانع أشباه الموصلات، لما تستهلكه من كميات هائلة من المياه.
في ضوء ذلك، يبقى السؤال الحاسم: هل يستطيع البشر العيش طويلًا في مناطق يقترب فيها “اليوم الصفري”؟