تشير أحدث الدراسات العالمية إلى وجود فجوة واسعة في معدلات استهلاك مياه الشرب بين الفئات الاجتماعية ذات الدخل المرتفع والمنخفض، مما يعكس تأثيرات اجتماعية واقتصادية عميقة على صحة وسلامة الأفراد.
هذا ما انتهت إليه دراسة حديثه قام بها البنك الدولي بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، وتم نشرها في شهر مارس الماضى، تحت عنوان” فجوة كبيرة في استهلاك المياه بين شرائح المجتمع المختلفة”.

وكشف الدراسة أن أفراد الأسر ذات الدخل المرتفع تستهلك بين 100 و150 لترًا من المياه يوميًا، بينما لا تزيد معدلات استهلاك الفقراء عن 20-30 لترًا، وغالبًا ما يحصلون عليها من مصادر غير موثوقة، مثل مياه الآبار غير المعالجة أو المياه الملوثة.
وأوضحت الدراسة أن ضعف البنية التحتية في المناطق الفقيرة، بالإضافة إلى غياب شبكات مياه حديثة، يعرقل توفير المياه النظيفة بشكل عادل، مما يؤدي إلى مشاكل صحية متفاقمة، مثل الأمراض الناتجة عن تلوث المياه.
وأشارت الدراسة إلى أن نقص المياه النظيفة يؤدى إلى انتشار الأمراض، وزيادة معدلات الوفاة، وتأخير التعليم والعمل، خاصة بين النساء والأطفال الذين يتحملون مهمة جمع المياه في المناطق الريفية.

3 تحديات تواجه الفقراء عند استهلاك المياه
وأرجعت الدراسة الأسباب فى ذلك إلى ثلاثة تحديات رئيسة تشمل:
ـ ضعف التمويل لصيانة وتطوير شبكات المياه في الأحياء الفقيرة.
ـ بالإضافة إلى ارتفاع تكلفة تركيب الأنظمة الصحية المتطورة.
ـ قلة التوعية حول أهمية المياه النظيفة والصحة.
وطالبت الدراسة بسرعة وضع حلول لتلك الظاهرة من خلال عمليات التوسع فى مشروعات البنية التحتية ، وإعداد سياسات حكومية لضمان توزيع عادل للمياه مع رفع الوعى بثقافة ترشيد الاستهلاك.
وفى السياق نفسه، يرى خبراء أن زيادة معدلات استهلاك المياه بالنسبة للأغنياء مقارنة بالفقراء، يرجع إلى اختلاف نمط وجودة واتساع المسكن بشكل خاص وجودة الحياة بشكل عام .




