يُعد الدكتور عبد القوي خليفة واحدًا من أبرز الأسماء التي ارتبطت بملف المياه في مصر خلال العقود الأخيرة، فهو الأكاديمي والخبير التنفيذي الذي ترك بصمة واضحة في تطوير قطاع مياه الشرب والصرف الصحي، حتى لُقِّب بـ “مهندس المياه الأول في مصر”.
من هو د. عبد القوي خليفة؟
وُلد عبد القوي خليفة في 4 أكتوبر 1946 بمحافظة البحيرة، وتخرج في كلية الهندسة بجامعة عين شمس عام 1969 متخصصًا في هندسة الري والهيدروليكا، وواصل مشواره العلمي حتى حصل على درجتي ماجستير (من جامعة عين شمس وجامعة بتسبرج الأمريكية) ثم نال الدكتوراه في الهندسة المدنية – موارد مائية من جامعة وندسور بكندا عام 1980.
تنقّل بين التدريس والبحث العلمي في جامعة عين شمس وجامعة الإمارات، وتولى رئاسة قسم الموارد المائية بكلية الهندسة – عين شمس عام 2003، قبل أن يدخل إلى دائرة العمل التنفيذي من أوسع أبوابها.
بين المحافظ والوزير
عقب ثورة يناير 2011، تم تعيينه محافظًا للقاهرة في فترة شديدة الحساسية، قبل أن يدخل الحكومة كوزير لمرافق مياه الشرب والصرف الصحي في حكومتي هشام قنديل (2012) وحازم الببلاوي (2013).
قائد عملية التطوير الشاملة للقطاع
تركزت إنجازاته الأبرز خلال رئاسته للشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي، حيث قاد عملية إعادة هيكلة شاملة للقطاع اعتمدت على تأسيس شركات تابعة في جميع المحافظات، وهو ما أتاح لأول مرة إدارة أكثر كفاءة للخدمات مع رقابة مركزية.
لم يتوقف التطوير عند هذا الحد، بل أدخل مفاهيم حديثة في إدارة المرافق، مثل:
- إطلاق مراكز خدمة العملاء والخط الساخن (125) على مستوى الجمهورية.
- تطبيق برنامج تعميم العدادات (حوالي 800 ألف عداد).
- تأسيس معمل مركزي وتطوير معامل الجودة وحصول بعضها على اعتماد الأيزو.
- إدخال نظم المعلومات الجغرافية GIS لإدارة الشبكات والمشروعات.
هذه الخطوات مثلت نقلة نوعية في أسلوب إدارة الموارد المائية، وأسست لمنظومة مؤسسية لا تزال حتى اليوم مرجعًا في سياسات المرافق.
رؤية مستدامة للمياه
كان خليفة يؤكد دائمًا أن المياه هي أساس التنمية وأن “نهر النيل هو العمود الفقري للحياة في مصر”، داعيًا إلى ترسيخ ثقافة الترشيد ومشاركة المواطن في الحفاظ على الموارد من التلوث والهدر.
عضويات وخبرة دولية
وإلى جانب مسيرته التنفيذية، شغل عضويات في منظمات مهنية وعلمية مرموقة، مثل الاتحاد الدولي لأبحاث الهيدروليكا، جمعية المهندسين الكندية، وجمعية مهندسي الري المصرية، إضافة إلى لجان المجلس الأعلى للجامعات والمركز القومي لبحوث المياه.
ويظل عبد القوي خليفة علامة فارقة في مسيرة تطوير مرافق المياه في مصر، ليس فقط بما حققه من إنجازات إدارية وهندسية، بل لأنه وضع أسس منظومة حديثة لإدارة واحد من أهم القطاعات الحيوية المرتبطة مباشرة بحياة المصريين.