تشهد مدينة جمصة الصناعية بمحافظة الدقهلية أزمة متكررة في الصرف الصحي والصناعي، ما أدى إلى فيضان المياه بالشوارع، وانبعاث روائح كريهة، وتلوث المصارف القريبة، الأمر الذي انعكس بالسلب على الحياة اليومية للسكان، وأضر بالبيئة والصحة العامة، فضلاً عن تأثيره على النشاط السياحي والاستثماري بالمدينة.
وفي تصريحات خاصة لـ«مرفق مياه مصر»، أكد مصدر مسؤول أن السبب الرئيسي للأزمة يرجع إلى خلط الصرف الصناعي بالصرف الصحي المنزلي، إلى جانب ضعف كفاءة بعض الشبكات القديمة ومحطات الرفع، مشيراً إلى أن المحافظة تعمل حالياً على خطة عاجلة وأخرى طويلة الأمد للتعامل مع الوضع.
وأضاف المصدر أن الخطة تتضمن إنشاء محطة معالجة ثلاثية متكاملة داخل المنطقة الصناعية بجمصة، بتكلفة مليارية، تهدف إلى فصل الصرف الصناعي عن المنزلي والقضاء على التلوث، مع رفع كفاءة الشبكات الحالية وتوسعتها لاستيعاب النمو السكاني والعمراني.
وأشار إلى أن المحطة الجديدة ستُحدث «نقلة نوعية» في معالجة المخلفات الصناعية وفق الاشتراطات البيئية، بما يضمن عدم تكرار الأزمة، موضحاً أنه تم البدء بالفعل في إجراءات التنفيذ وتخصيص الأرض، فيما يُنتظر الانتهاء منها خلال الفترة المقبلة.
وأكد أن فرق الطوارئ التابعة للشركة تكثف أعمال الكسح والتطهير بشكل يومي في الأحياء المتضررة كحل مؤقت، إلى حين دخول المحطة الجديدة الخدمة، مشدداً على ضرورة التزام جميع المصانع في المنطقة بالمعايير البيئية، وعدم تصريف أي مخلفات سائلة إلا بعد معالجتها.
واختتم المصدر تصريحاته قائلاً: «الهدف هو توفير بيئة آمنة وصحية للمواطنين، والحفاظ على مكانة جمصة كمدينة صناعية وسياحية جاذبة للاستثمار دون أضرار بيئية أو صحية».
ويُذكر أن المدينة الصناعية بجمصة تضم نحو 450 مصنعًا في مختلف القطاعات، فيما بلغت استثمارات ترفيق المراحل الأربع بها ما يقرب من 438 مليون جنيه، لتعد واحدة من أهم المناطق الصناعية بالدلتا.