الغرق قادم لا محالة..
وزارة الري السودانية تحذر المواطنين:
محطات القياس سجلت ارتفاعات كبيرة اليوم.. وغدا سيشهد زيادات أخرى
تصريف سد الروصيرص تجاوز 670 مليون متر مكعب يوميًا وسد سنار سجل أعلى من 600 مليون متر مكعب يوميًا
د.عباس الشراكي:
السودان في خطر.. لكن مصر في مأمن
السد العالي يمتلك قدرة استيعابية ضخمة للتعامل مع مليار متر مكعب يوميا
بحيرة السد تحتفظ بمخزون استراتيجي لتلبية احتياجات مصر المائية
منسوب الأمطار والسيول في سبتمبر ستتراجع إلى 300 مليون متر مكعب يوميًا
كتبت – روان شريف:
أصدرت الإدارة العامة لشئون مياه النيل السودانية تنويهًا هامًا لجميع المواطنين القاطنين على ضفاف النهر، مؤكدة أن الأيام الماضية شهدت زيادات كبيرة في إيراد النيل الأزرق والتصريف من السدود السودانية، وهو ما انعكس بشكل مباشر على ارتفاع مناسيب المياه في عدد من الأحواض والمناطق.
ووفقًا للتقارير الرسمية، فقد تجاوز إيراد النيل الأزرق حاجز 730 مليون متر مكعب يوميًا ولليوم الرابع على التوالي، فيما بلغ تصريف سد الروصيرص أكثر من 670 مليون متر مكعب يوميًا، بينما سجل سد سنار ما يزيد على 600 مليون متر مكعب يوميًا. كما ارتفع تصريف سد مروي إلى أكثر من 700 مليون متر مكعب يوميًا، الأمر الذي ساهم في زيادة ملحوظة بالمناسيب.
وأكدت الإدارة أن محطات القياس في كل من الخرطوم، شندي، عطبرة، بربر، وجبل أولياء سجلت ارتفاعًا في مستويات المياه اليوم، مع استمرار التوقعات بزيادة جديدة غدًا. وتشمل الولايات المتأثرة بهذه الزيادات: الخرطوم، نهر النيل، النيل الأبيض، النيل الأزرق، وسنار، وهو ما يستدعي متابعة دقيقة من المواطنين المقيمين بالقرب من مجرى النهر.
واختتمت الإدارة بيانها بدعوة جميع المواطنين السودانيين إلى توخي الحذر والالتزام بالتعليمات الصادرة من السلطات المحلية، مشددة على أن هذه التنويهات تأتي في إطار الحرص على حماية الأرواح والممتلكات وضمان الاستخدام الأمثل لمياه النيل في ظل هذه الزيادات غير المسبوقة.
من جانبه أكد الدكتور عباس الشراكي: مياه النيل الأزرق شهدت خلال الأيام الأخيرة ارتفاعًا غير مسبوق في معدلات التدفق، حيث تجاوزت الكمية اليومية 750 مليون متر مكعب، وهو ما يعادل أكثر من ضعف المعدلات الطبيعية في هذا التوقيت من العام. هذا الارتفاع المستمر منذ أربعة أيام متتالية، جاء بعد أسابيع من افتتاح سد النهضة في 9 سبتمبر، إذ قفزت التصريفات من نحو 500 مليون متر مكعب إلى المعدلات الحالية المفاجئة.
وأضاف قائلاً:بحسب التقديرات المائية، فإن شهر سبتمبر عادة ما يشهد تراجعًا تدريجيًا في منسوب الأمطار والسيول، لتصل الكميات إلى حدود 300 مليون متر مكعب يوميًا بنهاية الشهر. لكن استمرار التدفقات بهذا الحجم يضع السودان أمام تحديات خطيرة، أبرزها غرق الأراضي الزراعية وارتفاع مناسيب المياه داخل مجرى النيل الأزرق وصولًا إلى الخرطوم، حيث يلتقي مع النيل الأبيض ليشكلا نهر النيل الرئيسي.
وأضاف:وزارة الري والزراعة السودانية حذّرت المواطنين على ضفاف النيل، داعيةً إلى اتخاذ كافة الإجراءات لحماية الممتلكات والأراضي، في ظل استمرار التصريفات العالية وتفريغ السدود السودانية بكميات كبيرة تجنبًا لمخاطر الفيضانات.
وقال:أما بالنسبة لمصر، فيؤكد الخبراء أن الوضع لا يمثل تهديدًا مباشرًا، إذ إن المياه تصل متأخرة بنحو عشرة أيام، بينما يمتلك السد العالي قدرة استيعابية ضخمة قادرة على التعامل مع إيرادات قد تصل إلى مليار متر مكعب يوميًا دون مخاطر. وبحيرة السد العالي تحتفظ بمخزون استراتيجي يكفي لتغطية احتياجات مصر المائية.