عودة: التحلية مهمة حاليا ولابد من توطين صناعتها وندرة المياه وسوء الاستخدام والتغييرات المناخية أبرز التحديات التي تواجه مصر
تواجه مصر تحديات متزايدة في إدارة مواردها المائية بسبب الندرة والتلوث والتغيرات المناخية. وفي حوار خاص لموقع مرفق مصر مع الدكتور كمال عودة، أستاذ المياه بجامعة قناة السويس، تحدث عن أبرز هذه التحديات، ودور التكنولوجيا والتحلية وإعادة الاستخدام في مواجهتها، مؤكدًا أن “التكنولوجيا الرخيصة” هي الحل لمستقبل الأمن المائي.
في البداية.. ما أبرز التحديات التي تواجه مصر في ملف الأمن المائي حالياً؟
التحديات كثيرة ومتنوعة، ليست على مستوى مصر فقط بل على مستوى العالم كله. أهمها ندرة المياه، والتلوث، وسوء الإدارة. كذلك التغيرات المناخية التي أثرت بالفعل على بعض مآخذ محطات مياه الشرب على نهر النيل بسبب انخفاض منسوب المياه.
كيف ترى مشكلة التلوث في مصر وحجمها تقريبًا؟
التلوث كلمة واسعة. أهم ما يهمنا هو مياه الشرب، لأنها تحتاج أن تكون بجودة معينة حتى لا ندخل في مراحل معالجة متعددة ومكلفة اقتصاديًا. كلما دخلت المحطة مياه نظيفة، كان أفضل بكثير من مياه ملوثة.
إلى أي مدى يمكن أن تساهم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في مواجهة هذه التحديات؟
للتكنولوجيا دور أساسي. الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في التنبؤ بتغير المناسيب وجودة المياه، وإدارة الشبكات بكفاءة أكبر. الحل دائمًا هو في التكنولوجيا الرخيصة والعملية، التي تتيح لنا توفير كل نقطة مياه بتكلفة معقولة.
البعض يرى أن أزمة المياه في مصر مرتبطة بسلوك المواطن.. ما تعليقك؟
القوانين موجودة وكافية، لكن الأهم هو وعي المواطن. ربنا قال: “وجعلنا من الماء كل شيء حي”، فلا زراعة ولا صناعة ولا شرب من غير مياه. المشكلة أن القطاعات الأكثر استهلاكًا مثل الزراعة تهدر كميات ضخمة، بالإضافة إلى أن نسبة الفاقد في شبكات المياه تصل إلى 35%. هنا يجب أن نبدأ بالإصلاح والتوعية، مع إشراك المواطن في إدارة الموارد.
مشروعات تحلية المياه التي تتوسع فيها الدولة.. هل هي حل حقيقي أم مجرد دعاية؟
ليست دعاية إطلاقًا، بل خيار مهم جدًا. لكن لا يمكن أن تكون بديلاً عن نهر النيل. تكلفة المتر المكعب من المياه المحلاة تصل إلى حوالي 10 جنيهات رغم التطور التكنولوجي، لذلك يجب أن ننظر إلى بدائل مثل الآبار الشاطئية وتوطين صناعة معدات التحلية بدلًا من استيرادها بالكامل.
هل تعاني مصر فعلاً من عجز مائي؟
نعم، نحن نواجه عجزًا يقدَّر بحوالي 20 مليار متر مكعب سنويًا وفق تقديرات وزارة الري، وهذا بخلاف المياه الافتراضية التي نستوردها مع السلع مثل الأرز واللحوم والقهوة. لكننا نعمل على تقليل هذا العجز من خلال إعادة استخدام مياه الصرف الصحي والزراعي بعد المعالجة، ويمكننا التوسع أكثر في ذلك.
إذا لخصت مستقبل الأمن المائي في مصر في كلمة واحدة.. ماذا تقول؟
أقول كلمتين: التكنولوجيا الرخيصة. هي الحل الأمثل لمواجهة التحديات وضمان استدامة المياه في مصر.