تعد ندرة المياه العذبة من أبرز التحديات التي تواجه دول الخليج العربي، إذ تفتقر المنطقة إلى الأنهار والمسطحات المائية، وتعتمد بشكل شبه كامل على حلول بديلة لتلبية احتياجاتها المتزايدة. ومع النمو السكاني والتوسع العمراني، بات الأمن المائي قضية استراتيجية تمس الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.
الحل الأساسي الذي تبنته دول الخليج هو تحلية مياه البحر، حيث تنتج أكثر من نصف المياه المحلاة عالميًا، ما جعلها رائدة في هذا المجال. ورغم أهميتها، تواجه التحلية تحديات كبيرة، أبرزها ارتفاع التكلفة المالية والاعتماد الكبير على الطاقة، إضافة إلى تأثيراتها البيئية على النظم البحرية.
ولم تقتصر الجهود على التحلية فقط، بل اتجهت الدول إلى حلول مكملة، مثل:إعادة استخدام المياه المعالجة للزراعة والصناعة وتطوير تقنيات حصاد مياه الأمطار النادرة وكذلك ترشيد الاستهلاك عبر حملات توعية وسياسات تسعير جديدة والاستثمار في تحلية المياه بالطاقة الشمسية لتقليل الكلفة والانبعاثات.
هذا التنوع في الاستراتيجيات يعكس إدراك دول الخليج أن المياه لم تعد مجرد خدمة يومية، بل ركيزة من ركائز الأمن القومي، ما دفعها إلى ضخ مليارات الدولارات سنويًا في مشروعات تهدف لضمان استدامة الموارد المائية.
ورغم صعوبة الظروف الطبيعية، استطاعت المنطقة أن تضع نفسها كنموذج عالمي في إدارة ندرة المياه، وتفتح الباب أمام تجارب مشابهة في مناطق أخرى تعاني من تحديات مائية متزايدة